6المتطرّفة و الآراء المتعجرفة، سيما ما ابتليت به امتنا الإسلامية من ظهور التيار الوهابي والاتجاه الإرهابي، الذي نصبوا من أنفسهم مقياساً دينيّاً يصنّفون المسلمين على أساسه إلى مشركين وموحّدين، و رتّبوا على ذلك آثاراً عملية وخيمة، بدءاً من المجاهرة بتكفير النسبة الغالبة من أبناء الإسلام و نبزهم بأفضع النعوت و إباحة دمائهم و أعراضهم و أموالهم.
و تاريخهم الدموي أبرز دليل على ما نقول، و لا زالت ذاكرة التاريخ الحديث تحتفظ بمشاهد مريرة ممّا ارتكبوا من جنايات بحق المسلمين و بحق الحضارة الإسلامية والإنسانية، و عادوا اليوم من جديد يبثّون أفكارهم الهدّامة التي يرفضها المنطق السليم و الفطرة الاسلامية ليزرعوا الفتن و يمزّقوا جسد الأمة الموحّد دون تقوى من الله و وسيلتهم الشيطانية هو الإرهاب والعنف.
ومن هنا انطلق علماء الأمة الغيارى لتنبيه المسلمين وتحذيرهم من هذه الفتنة الخطيرة والبدعة الوهابية الخبيثة، وقى الله المؤمنين شرّها.
والكتيّب الذي بين يديك هو تعريف بأحد الكتب التي ألّفت لردّ شبهات الوهّابية الواهية.
مركز تحقيقات الحج
قُلْ هٰاتُوا بُرْهٰانَكُمْ
الحركة الوهابية و تكفير المسلمين
انطلقت حركة محمد بن عبد الوهاب الحنبلي من نجد في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، معلنة الجهاد على المسلمين في الجزيرة العربية وأطرافها، بحجة أنهم كفار و مشركون، ارتدوا عن التوحيد و عبدوا الأولياء و الأنبياء و الصالحين، و استبدلوا المساجد بالأضرحة و المقابر و المزارات و مقامات الأئمة و العلماء.
قد اتخذت هذه الحركة ومنظِّروها من مظاهر بناء الأضرحة و القباب على القبور دليلاً على أنّ المسلمين قد رجعوا إلى الجاهلية الأولى، فعادوا إلى الشرك بعد الإسلام، لذلك فقد أصبح الجهاد ضدّ المسلمين بزعمهم مشروعاً، و الدعوة إلى الإسلام و عقيدة التوحيد مسؤولية عظيمة، قام بها الشيخ ابن عبد الوهاب النجدي بمساعدة أمير الدرعية آنذاك، ومن تبعهم