23آويناكَ ، وإن كان لك حاجةٌ قضيناها لك . فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ، ثم قال : أشهد أنّك خليفة اللّٰه في أرضه ، «اَللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ » 1 ، كنتَ أنتَ وأبوك أبغض خلق اللّٰه إليّ ، والآن أنتَ أحبّ خلق اللّٰه إليّ .
ومما روي عنه في قصار حكمه قوله عليه السلام : «
ما تَشاوَرَ قَومٌ إلّاهُدوا إلىٰ رُشدِهِم» 2 ، و قوله : «
اللُّؤمُ أن لا تَشكُرَ
النِّعمَةَ» 3 ، وقوله : «
مَن قَلَّ ذَلَّ ، وخَيرُ الغِنىٰ القُنوعُ ، وشَرُّ
الفَقرِ الخُضوعُ» 4 ، وقوله : «
إذا سَمِعتَ أحَداً يَتَناوَلُ أعراضَ
النّاسِ فَاجتَهِد أن لا يَعرِفَكَ ؛ فَإنَّ أشقَى الأَعراضِ بِهِ مَعارِفُهُ» 5 .
شارك أباه في حروبه كلّها ، ونصر الحقّ بسِنانه ولسانه طول حياته ، ولمّا استشهد أمير المؤمنين عليه السلام استقلّ بأعباء الإمامة بعده ، وبايعه الناس بالخلافة في اليوم الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة .
وللظروف الحاكمة على الاُمة الإسلاميّة آنذاك ولما كان يعانيه من قلّة الناصر وندرة المؤازر ، رأى المصلحة في