24إمضاء معاهدة الصلح مع معاوية ، بعد تعهّد معاوية بالعمل بالبنود والشروط المذكورة فيها . وقد عانى من أهل زمانه وأصحابه بسبب توقيع هذه المعاهدة أشدّ البلايا والمحن ، فعُذل ، وقيل له : يا مذلّ المؤمنين ، ومُسوِّد الوجوه ، حتّى خاطبه بذلك بعض أصحابه ومن يعدّ في أشياعه ، فضلاً عن غيرهم .
ولمّا عزم معاوية على عقد البيعة لابنه يزيد ومخالفة بنود الاتّفاقية ونقضها صراحة أغرى جعدة بنت الأشعث - زوجة الإمام - كي تدسّ له السمّ ، وأرسل إليها سمّاً ذعافاً ، فدسّته له ، فأثّر فيه ، واستُشهد في شهر صفر سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين للهجرة بمدينة جدّه صلى الله عليه و آله ، وتولّى الحسين عليه السلام غسله وتجهيزه ، ودفنه بالبقيع عند جدّته فاطمة بنت أسد رضوان اللّٰه عليها . فعليه السلام يوم ولد ويوم استُشهد ويوم يبعث حيّاً .