24والطَّريق الَّذي يتوسَّل به للوصول إلىَ الواقع؛ حيث إنَّه مكلَّف بأنْ يستثير دفائن عقله قدر الوسع.
لكن لا يخفى أنَّ من ضروب القطع ما خالف الواقع، فيكون صاحبه بمنزلة الجاهل، و هو ما يُسمَّى بالجهل المركّب. و قد حار المناطقة في أمر الجهل المركّب، هل هو من ضروب العلم أو الجهل؟ والحقّ أنَّ هذه الحيرة راجعةٌ إلى الزَّاوية التي ينظر من خلالها إلى مسألة الجهل المركّب. والمسألة في اعتقادنا نسبيةٌ بامتياز؛ فالذي غلب عليه الذَّوق المنطقي جعله من أقسام الجهل، والذي غلب عليه الذوق الفقهي جعله من أقسام العلم. وعليه فالجهل المركّب من النَّاحية المنطقية جهلٌ في جهل، وإن كان في نظر الفقه ضربٌ من العلم والقطع. فالمنطقي يستحضر الواقع الوجودي على نحو الحقيقة، سواء أكان الوجود ذهنياً أم خارجياً. فالقطع الذي يخالف الواقع هو جهل، فكأنَّ