66روى عبيد الله الحلبي عن أبي عبد الله (الصادق) (ع) قال:سألته لِمَ جُعِلَتْ التلبية؟ فقال:«إنّ الله-عزّ وجلّ-أوحى إلى إبراهيم(ع): (B وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً ) فنادى فأجيب من كلّ فجٍّ عميق يلبّون» 1.
وسنتحدّث-إن شاء الله-عن كلّ من«الدعوة»و«التلبية».
الدعوة:
الحجّ ضيافة الله-تعالى-لعباده،فهو عزّ شأنه استضافهم في بيته المحرّم في موسم الحج،كما أنّ الصيام ضيافة أخرى في شهر رمضان المبارك،وفي كلا الضيافتين يدعو الله-تعالى-عباده إلى أفضل مواهبه ونعمه.
والمواهب والنعم التي يدعو الله-تعالى-عباده إليها في الحج تختلف عمّا نألفه ونعرفه في حياتنا الدنيا من المواهب الإلهية والنعم،حتى عن تلك التي يهبها لعباده الصائمين في شهر رمضان.
فإنّ دعوة الحج تتضمن الدعوة إلى«التوحيد»و«التسليم»و«الإخلاص»و«الكدح في سبيل الله»و«التجرّد عن الأنا والهوى»و«الانقطاع إلى الله»و«انتزاع الغل والحقد من النفوس»،كما تتضمن الدعوة:الالتزام بقيم العبودية الخالصة لله وحده.
هذهِ هي الدعوة،والتلبية استجابة لهذه الدعوة الإلهية من العباد لدعوة الله -تعالى-لهم على لسان نبيّه إبراهيم(ع).
الدعوة والوعد بالاستجابة:
ومن جمال هذه الدعوة الإلهية-التي أشْهَرها إبراهيم خليل الرحمن بأمر من الله تعالى في عباده: (B وَ أَذِّنْ فِي النّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ