41لأنفسهم في الأرض.
فإن هذا البيت رواده الطائفون،العاكفون،الركع السجود،المسبحون،الذاكرون،بينما يرتاد البيوت التي يقيمها الكافرون أهل البطر وأهل الرياء من الناس،ومن لا يطلب في عمله وحركته وجه الله.
الكعبة البيت الأول على وجه الأرض
والكعبة،بصراحة القرآن،أول بيت وضع للناس،يقول تعالى:
كان لابد لأسرة التوحيد في التاريخ،وعلى وجه الأرض،من موضع يجمع شملهم،ويوحّد جهة حركتهم،ويقرّب،ويعرّف،ويؤلف بينهم،فأَمَر الله تعالى إبراهيم وإسماعيل ببناء الكعبة المشرفة; ليتخذه الناس(أهل التوحيد) بيتاً لهم،وليكون لهم سكناً،وأَمناً،ومحلا يجمع شملهم.
وهو أول بيت للناس،وبعد ذلك عمّر أولياء الله بيوتاً كثيرة للناس على وجه الأرض.
وأما البيوت التي أقامها المشركون للبطر والرياء فلم تكن لخدمة الناس وتوجيههم إلى الله،وإنما كانت لتضليل الناس،واستعبادهم،وصدّهم عن سبيل الله،ولم تكن بأمر الله،وإنما كانت بإغراء وإغواء من الشيطان،لدعوة الناس إلى الانشقاق على التمرد على حدود الله،وليَأوى إليه المنشقون على حدود الله وأحكامه.