37الولاء بالفواصل المكانية والزمانية الشاسعة ولا باختلاف اللغات والألوان والدماء.
ولوشيجة (الولاء) أصولها وأحكامها ومقوماتها.وهذه الوشيجة هي التي تحفظ أُسرة التوحيد من التفكّك والتفرق والتمزق،والعقم والتعطيل في التاريخ.
إلاّ أنّ هذه العلاقة العضوية لا تخصّ أسرة التوحيد...فإن الذين كفروا،في أنحاء الأرض وفي التاريخ أيضاً،أسرة واحدة،على وجه الأرض،في مواجهة أسرة التوحيد،رغم كل الخلاف الثقافي والسياسي والعسكري فيما بينهم،داخل هذه الأُسرة.
يقول تعالى في الوشيجة الحضارية داخل الأسرة الكافرة: (B وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) ،ويقول تعالى عن حالة النفاق والمنافقين: (B الْمُنٰافِقُونَ وَ الْمُنٰافِقٰاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ) 1،ولا أعرف تعبيراً أدق في تصوير حالة الانتماء والعلاقة العضوية داخل هذه الأسرة من قوله تعالى: (B بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ ) وقوله تعالى: (B بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ) و في داخل هذه الأسرة الكبيرة أُسرٌ صغيرة أيضاً (B بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ ) على درجات مختلفة من القوة والضعف،ولكن تبقى القاعدة الثابتة في كلّ الحالات،وفي المجتمعات الصغيرة والمجتمع الكبير أنها بعضها من بعض.
وليس معنى ذلك أن الأسرة الكافرة تابعة لمحور ولاء واحد،فهي قد تكون ولاءات متعددة،وصدق الله تعالى في التعبير عن هذه الحقيقة حيث يقول: (B اللّٰهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمٰاتِ إِلَى النُّورِ وَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيٰاؤُهُمُ الطّٰاغُوتُ ) 2فالذين كفروا لهم ولاءات عديدة،إلا أنهم لهم براءة واحدة، لا يختلفون فيها وهي البراءة من الذين آمنوا.