34
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّٰاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبٰارَكاً) 1.
(وَ لِلّٰهِ عَلَى النّٰاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) 2.
مقوّمات البيت:
ولا بد من أن نقف وقفة تأمل قصيرة عند هذه الكلمة.
إن للبيت مقومات ثلاثة:
1-فالبيت يجمع شمل الأسرة الواحدة من نسيج حضاري واحد.
2-وفي البيت يجد الإنسان (سكناً) واستقراراً لا يجده في غيره،وفي أي مكان آخر على وجه الأرض.يقول تعالى (B وَ اللّٰهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً ) 3.
و(السكن) هو ما يطمئن إليه الإنسان،ويجد فيه استقراره النفسي،ويركن إليه.
وقد عَدَّ الله تعالى (الصلاة) و(الليل) و(الدار) الّتي يؤوي إليها الناس سكناً.
يقول تعالى: (B وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاٰتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) 4.
فالإنسان يسكن إلى الصلاة والدعاء واللجوء إلى الله تعالى،ويجد في كلّ ذلك سكناً،تطمئن به نفسه وقلبه (B أَلاٰ بِذِكْرِ اللّٰهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) وطمأنينة القلوب،وسكون النفس من مقولة واحدة.
والليل،يسكن إليه الإنسان،ويجد فيه راحة من زحمة النهار ومتاعبه،يقول تعالى: (B وَ جَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً ) 5.