13و تبتدأ هذه الرحلة (الاختزالية) بالميقات،وتنتهي بطواف الوداع (المعروف بطواف النساء)،ونحن نشير إن شاء الله إلى المراحل الثلاثة التي يقطعها الحاج في هذه الرحلة النموذجية من الأنا والهوى إلى الله.
***
المرحلة الأولى:التحرر من الأنا و الهوى
تبدأ هذه الرحلة من الميقات بتجاوز الذات والأنا،ومحاولة الانصهار في المسيرة الإيمانية إلى الله تعالى؛وهذه هي المرحلة الأولى في هذه الرحلة الإلهية.
و يصبّ الناس بعد تجرّدهم (الرمزي) من حالة (الأنانية) و(الأنا) في الحشد البشري الكبير في الطواف حول البيت،كما تصب السواقي والأنهر الصغيرة في البحر الكبير،فلا تستطيع أن تميّز بعد ذلك موقع هذه السواقي من البحر الكبير.
بداية هذه الرحلة (الميقات)،حيث يحاول الإنسان أن يتجرّد عن ذاته وأهوائه وخصائصه التي تميّزه عن الآخرين بالإحرام،وينصهر في المسيرة الإلهية الحاشدة،التي لا يتمايز فيها الأفراد.
في الميقات تتساقط هذه الحواجز،وينصهر الناس في الحشد الرباني العظيم المتدفق إلى المسجد الحرام،لا يتميز فيها العربي من الكردي والفارسي عن التركي،ولايتميز فيها الغني عن الفقير.
إنّ الميقات حد فاصل بين (الأنا)،وبين الأُمّة المؤمنة.