36
دلالة حديث الغدير على إمامة أمير المؤمنين (ع)
ومن يطالع حديث الغدير بألفاظه المختلفة، وينظر إليها بعين الإنصاف والموضوعية، يرى أنها قد تضمّنت ألفاظاً وشواهد كثيرة، كلّها تثبت مقام الولاية والإمامة والخلافة لعلي (ع) بعد رسول الله (عليهما السلام) ، ونحاول فيما يلي الإشارة إلى بعض تلك الألفاظ والشواهد:
الشاهد الأول: مماثلة ولاية النبي (عليهما السلام) وولاية علي (ع) في الحديث
إن النبي (عليهما السلام) قد خاطب الصحابة والمسلمين في خطبة الغدير، قائلاً: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه»، وفي لفظ آخر: «إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ... من كنت وليه فهذا وليه»، وفي لفظ ثالث: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، ويشير النبي (عليهما السلام) في هذا المقطع من حديثه إلى قول الله تعالى: اَلنَّبِيُّ أَوْلىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ 1، وولاية النبي (عليهما السلام) في هذه الآية المباركة بمعنى أنه الأحقّ والأولى بأمور المسلمين وشؤونهم