162-قال أبو مخنف:اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد فذكروا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه فقال:إن معاوية قد هلك،و إن حسينا قد تقبض على القوم ببيعته و قد خرج إلى مكة و أنتم شيعته و شيعة أبيه 48 .
3-و قال محمد بن أحمد بن خالد البرقي(ت 274):إن أصحاب علي ينقسمون إلى الأصحاب ثم الأصفياء ثم الأولياء،ثم شرطة الخميس... و من الأصفياء سلمان الفارسي،و المقداد،و أبو ذر،و عمار،و أبو ليلى،و شبير،و أبو سنان،و أبو عمرة،و أبو سعيد الخدري،و أبو برزة،و جابر بن عبد الله،و البراء بن عازب،و طرفة الأزدي 49 .
4-و قال النوبختي(ت 313):إن أول الفرق الشيعة،و هم فرقة علي ابن أبي طالب،المسمون شيعة علي في زمان النبي و بعده، معروفون بانقطاعهم إليه و القول بإمامته 50 .
5-و قال أبو الحسن الأشعري:و إنما قيل لهم الشيعة،لأنهم شايعوا عليا،و يقدمونه على سائر أصحاب رسول الله 51 .
6-و يقول الشهرستاني:الشيعة هم الذين شايعوا عليا على الخصوص،و قالوا بإمامته و خلافته نصا و وصية 52 .
7-و قال ابن حزم:و من وافق الشيعة في أن عليا أفضل الناس بعد رسول الله و أحقهم بالإمامة،و ولده من بعده،فهو شيعي،و إن خالفهم في ما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون،فإن خالفهم فيما ذكرنا فليس شيعيا 53 .
هذا غيض من فيض و قليل من كثير مما جاء في كلمات المؤرخين و أصحاب المقالات،تعرب عن أن لفيفا من الأمة في حياة الرسول و بعده إلى عصر الخلفاء و بعدهم كانوا مشهورين بالتشيع لعلي،و أن لفظة الشيعة مما نطق بها الرسول و تبعته الأمة في ذلك.
و أن الإمام علي و إن تسامح و تساهل في أخذ حقهتبعا لمصالح عظيمة مكنونة في مثل هذا التصرف الحكيمإلا أن حقيقة استخلاف النبي له أمست فكرة عقائدية ثابتة في النفوس و القلوب،و تضاعف عدد المؤمنين بها و المتشيعين له على مرور الأيام،و رجع الكثير من المسلمين إلى الماضي القريب،و احتشدت في أذهانهم صور عن مواقف النبيصلى الله عليهو آله و سلم-،تلك المواقف التي كان يصرح فيها باستخلاف علي من بعده تارة،و يلمح فيها أخرى،فالتفوا حول عليعليه السلامو أصبحوا من الدعاة الأوفياء له في جميع المراحل التي مر بها،و ما زال التشيع ينمو و ينتشر بين المسلمين في الأقطار المختلفة،يدخلها مع الإسلام جنبا إلى جنب،بل أن حقيقته استحكمت من خلال التطبيق العملي لهذا الاستخلاف عبر السنوات القصيرة التي تولى فيها الإمام علي منصب الخلافة بعد مقتل عثمان ابن عفان،فشاعت بين المسلمين أحاديث استخلافه،و وجد الناس من سيرته و زهده و حكمته ما أكد لهم صحة تلك المرويات،و أنه هو المختار لقيادة الأمة و حماية القرآن و نشر تعاليمه و مبادئه 54 .
و إذا كان العنصر المقوم لإطلاق عبارة الشيعة هو مشايعة علي بعد النبي الأكرم في الزعامة و الوصاية أولا،و في الفعل و الترك ثانيا،فإنه من غير المنطقي محاولة افتراض علة اجتماعية أو سياسية أو كلامية لتكون هذه الفرقة.