43ثانيهما: انّها قبلة لمن كان في المسجد، و المسجد قبلة لمن كان في الحرم، و الحرم قبلة لمن خرج عنه، و على هذا، فالآفاقي لا يتوجّه إلى الكعبة بل إلى الحرم، حتّى أنّ استقبال الكعبة في الصف المتطاول متعذّر لأنّ عنده جهة كل واحد من المصلّين، غير جهة الآخر، إذ لو خرج من وجه كل واحد منهم خط مواز، للخط الخارج من وجه الآخر، لخرج بعض تلك الخطوط عن ملاقاة الكعبة، فحينئذٍ يسقط اعتبار الكعبة بانفرادها في الاستقبال، و يعود الاستقبال مختصّاً باستقبال ما اتّفق من الحرم. 1
ثمّ إنّ القول باستحباب التياسر شيئاً طفيفاً مبني على هذا القول. و وجهه ما روي عن الإمام الصادق عليه السَّلام و قد سُئل عن سبب التحريف عن القبلة ذات اليسار؟ فقال: «إنّ الحرم عن يسار الكعبة ثمانية أميال و عن يمينها أربعة أميال، فإذا انحرف ذات اليمين خرج عن حدّ القبلة و إن انحرف