29و هي تمر مرّ السحاب صنع اللّٰه الذي أتقن كلّ شيء ، لِمَ لم تقم مقام أولئك المسخِّرين لجرِّ الشمس حتى لا يوقفها تمرد، و لا تحتاج إلى عُرى و سلاسل أو الإقسام بمن كتب اسمه عليها؟! و ما الذي أحوج المولى سبحانه في تسيير الشمس إلى هذه الأدوات من العجلة و العرى و السلاسل و خلق أُولئك الجم الغفير من الملائكة و استخدامهم بالجر الثقيل، و هو الذي إذا أراد شيئاً أن يكون يقول له: كن فيكون؟!
ثمّ إنّ الشمس هلاّ كانت تعلم أنّ إرادة اللّٰه سبحانه ماضية عليها يجريها إلى الغاية المقصودة، فما هذا التوقّف و التمرّد و اللّٰه تعالى أعلم بعظمة الكعبة و شرفها منها و قد جعلها في خطة سيرها، أنّى للشمس أن تجهل بها؟! و هي الشاعرة بخط الاستواء و محاذاة الكعبة و وصولها إلى تلك النقطة المقدّسة و هي العارفة لمقامات الصديق و ان اسمه منقوش عليها، و انّ من واجبها أن تنقاد و لا تجمح على من أقسم به عليها. 1