8الحوادث.
إنّ التراث بإطلاقه آية رُقيّ الأُمة و مقياس شعورها و دليل تقدّمها في معترك الحياة.
و الجدير بالذكر أنّ الشخصية البارزة إذا زارت بلداً و حلّت فيه ضيفاً،يجعل في برنامجها زيارة المناطق الأثرية و المشاهد و المقابر العامرة التي ضمَّت جثمانَ الشخصيّات التي تنبضُ الحياة الراهنة بتضحياتهم و مجاهدتهم من غير فرق بين دولةٍ إلهيّة أو علمانيّة.
هذا هو موجز الكلام في مطلق الآثار،و هَلُمَّ معي ندرس أهميّة صيانة الآثار الإسلامية التي تركها المسلمون من عصر الرسول إلى عصرنا هذا في مناطق مختلفة.
لا شكّ أنّ كلّ أثر يمت للإسلام و المسلمين بوجه من الوجوه بصلة،له أثره الخاصّ في التدليل على أنّ للشريعة الإسلامية و صاحبها حقيقة،و ليست هي ممّا نسجَتْها يدُ الخيال أو صنعتها الأوهام.
و بعبارة واضحة: الآثار المتبقّية من المسلمين إلى يومنا هذا تدلُّ على أنّ للدعوة الإسلامية و داعيها واقعيّة لا تُنكر،و أنّه بُعِثَ في زمن خاص بشريعة عالميّة،و بكتاب معجز تحدّىٰ به الأُمم،و آمن به لفيف من الناس.
ثمّ إنّه هاجر من موطنه إلى يثرب،و نشر شريعته في الجزيرة العربيّة،ثمّ اتّسعت بفضل سعي أبطالها و معتنقيها إلى سائر المناطق،و قد قدّم في سبيلِها تضحيات،و تربّى في أحضانها علماء و فقهاء و غير ذلك.
فهذه آثارهم و مشاهدهم و قبورهم تشهد بذلك.