9فصيانةُ هذه الآثار على وجه الإطلاق تُضفي على الشريعة في نظر الأغيار واقعية و حقيقة،و تزيل عن وجهها أيّ ريب أو شك في صحّة البعثة و الدعوة،و جهاد الأُمّة و نضال المؤمنين.
فإذا كانت هذه نتيجةُ الصيانة،فإنّ نتيجة تدميرها و تخريبها أو عدم الاعتناء بها مسلَّماً عكس ذلك.
و مع الأسف نرى الأُمّة الإسلامية ابتُليت في هذه الآونة بأُناس جعلوا تدميرَ الآثار و هدمها جزءاً من الدين،و الاحتفاظ بها ابتعاداً عنه، فهذه عقليّتهم و هذا شعورهم،الذي لا يقلّ عن عقلية و شعور الصبيان، الذين لا يعرفون قيمة التراث الواصل إليهم عن الآباء،فيلعبون به بين الخرق و الهدم و غير ذلك.
لا شكّ أنّ لهدم الآثار و المعالم التاريخية الإسلامية و خاصّة في مهد الإسلام:مكة،و مهجر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله:المدينة المنوّرة،نتائج و آثار سيّئة على الأجيال اللّاحقة التي سوف لا تجد أثراً لوقائعها و حوادثها و أبطالها و مفكّريها،و ربّما تنتهي بالمآل إلى الاعتقاد بأنّ الإسلام قضيّة مفتعلة،و فكرة مبتدعة ليس لها أيّ أساسٍ واقعي تماماً.
فالمطلوب من المسلمين أن يُكوِّنوا لجنة من العلماء من ذوي الاختصاص للمحافظة على الآثار الإسلامية و خاصة النبويّة منها،و آثار أهل بيته،و العناية بها و صيانتها من الاندثار،أو من عمليات الإزالة و المحو،لما في هذه العناية و الصيانة من تكريمٍ لأمجاد الإسلام و حفظ لذكريات الإسلام في القلوب و العقول،و إثبات لأصالة هذا الدين،إلى جانب ما في أيدي المسلمين من تراث ثقافي و فكري عظيم.