39
بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ» (الأنعام119/).
فإنّ هذه الآية تكشف عن أنّ الذي يحتاج إلى البيان إنّما هو المحرّمات لا المباحات،و لأجل ذلك لا وجه للتوقّف في العمل،بعد ما لم يكن مبيّناً في جدول المحرّمات.
و بعبارة أُخرىٰ:أنّ المسلم إذا لم يجد شيئاً في جدول المحرّمات لم يكن له تبرير لتوقّفه و عدم الحكم عليه بالإباحة و الجواز و الحلّية.
2-قال سبحانه:« قُلْ لاٰ أَجِدُ فِي مٰا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىٰ طٰاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاّٰ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّٰهِ بِهِ» (الأنعام145/).
إنّها تكشف عن أنّ ما يلزم بيانه إنّما هو المحرّمات لا المباحات، و لذلك يستدلّ مبلغ الوحي-و نعني به النبي الكريم صلى الله عليه و آله-بأنّه لا يجد فيما أُوحي إليه محرّماً على طاعم يطعمه سوى الأُمور المذكورة،فإذا لم يكن هناك شيء فهو محكوم بالحلّية و الإباحة.
3-قال سبحانه:« مَنِ اهْتَدىٰ فَإِنَّمٰا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّمٰا يَضِلُّ عَلَيْهٰا وَ لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ وَ مٰا كُنّٰا مُعَذِّبِينَ حَتّٰى نَبْعَثَ رَسُولاً» (الإسراء15/).
4-قال سبحانه أيضاً:« وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرىٰ حَتّٰى يَبْعَثَ فِي أُمِّهٰا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيٰاتِنٰا وَ مٰا كُنّٰا مُهْلِكِي الْقُرىٰ إِلاّٰ وَ أَهْلُهٰا ظٰالِمُونَ» (القصص59/).
إنّ دلالة هاتين الآيتين على المقام واضحة،فإنّ جملة«و ما كان» تارة تستعمل في نفي الشأن و الصلاحية،و أُخرى في نفي كون الشيء