40أمراً ممكناً.
أمّا الأوّل،فمثل قوله:« وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُضِيعَ إِيمٰانَكُمْ إِنَّ اللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ» (البقرة143/)و غيرها كسورة آل عمران(الآيات 79 و 161)،أي ليس من شأن اللّٰه سبحانه و هو العادل الرءوف أن يضيع أيمانكم.
و أمّا الثاني،فمثل قوله:« مٰا كٰانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاّٰ بِإِذْنِ اللّٰهِ كِتٰاباً مُؤَجَّلاً» (آل عمران145/)،أي لا يمكن لنفس أن تموت بدون إذنه سبحانه.
فيكون معنى الآيتين بناءً على الاستعمال الأول:هو ليس من شأن اللّٰه تعالى أن يعذّب الناس أو يهلكهم قبل أن يبعث إليهم رسولاً.
و على الاستعمال الثاني:هو ليس من الممكن أن يعذّب اللّٰه الناس أو يهلكهم قبل أن يبعث إليهم رسولاً.
و على كلّ تقدير،فدلالة الآيتين على الإباحة واضحة،إذ ليست لبعث الرسل خصوصية و موضوعية،و لو أُنيط جواز العذاب ببعثهم فإنّما هو لأجل كونهم وسائط للبيان و الإبلاغ،و الملاك هو عدم جواز التعذيب بلا بيان و إبلاغ،و أنّ التعذيب ليس من شأنه سبحانه،أو أنّه ليس أمراً ممكناً حسب حكمته.
5-قال سبحانه:« وَ مٰا أَهْلَكْنٰا مِنْ قَرْيَةٍ إِلاّٰ لَهٰا مُنْذِرُونَ» (الشعراء208/).
فإنّ هذه الآية مشعرة بأنّ الهلاك كان بعد الإنذار و التخويف،و أنّ اشتراط الانذار كناية عن البيان و إتمام الحجّة.
6-قوله سبحانه:« وَ لَوْ أَنّٰا أَهْلَكْنٰاهُمْ بِعَذٰابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقٰالُوا رَبَّنٰا لَوْ لاٰ أَرْسَلْتَ إِلَيْنٰا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيٰاتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزىٰ» (طه134/).