10و ليس في هذا العمل أيُّ محذور شرعي،بل هو أمر محبَّذ،اتّفقت عليه كلمة المسلمين الأوائل كما سيوافيك.
فالسلف الصالح وقفوا-بعد فتح الشام-على قبور الأنبياء ذات البناء الشامخ..فتركوها على حالها من دون أن يخطر ببال أحدهم و على رأسهم عمر بن الخطاب بأنّ البناء على القبور أمر محرّم يجب أنْ يُهدم، و هكذا الحال في سائر القبور المشيّدة بالأبنية في أطراف العالم.
و إنْ كنت في ريبٍ من هذا فاقرأ تواريخَهم،و إليك نصّ ما جاء في دائرة المعارف الإسلامية:
إنّ المسلمين عند فتحهم فلسطين وجدوا جماعة في قبيلة «لخم»النصرانيّة يقومون على حرم إبراهيم ب«حِبْرون» 1و لعلّهم استغلّوا ذلك ففرضوا أتاوة على حجاج هذا الحرم...و ربما يكون توصيف تميم الداري أن يكون نسبة إلى الدار أي الحرم،و ربما كان دخول هؤلاء اللخميين في الإسلام؛لأنّه قد مكّنهم من القيام على حرم إبراهيم الذي قدّسه المسلمون تقديسَ اليهود و النصارى من قبلهم 2.
و جاء أيضاً في مادة«الخليل»يقول المقدسي-و هو أوّل من أسهب في وصف الخليل-:إنّ قبر ابراهيم كانت تعلوه قُبّة بُنيت في العهد الإسلامي.
و يقول مجير الدين:إنّها شُيّدت في عهد الأمويين،و كان قبر إسحاق مغطّى بعضُه،و قبر يعقوب قباله،و كان المقدسي أول من أشار