11إلى تلك الهِبات الثمينة التي قدّمها الأُمراء الوَرِعون من أقاصي البلاد إلى هذا الضريح،إضافةً إلى الاستقبال الكريم الذي كان يلقاه الحجاج من جانب التميميين 1.
و لو قام باحث بوصف الأبنية الشاهقة التي كانت مشيّدة على قبور الأنبياء و الصالحين قبل ظهور الإسلام و ما بناه المسلمون في عصر الصحابة و التابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا في مختلف البلدان لجاء بكتاب فخم ضخم،و يَكشف عن أنّ السيرة الرائجة في تلك الأعصار قبل الإسلام و بعده من عصر الرسول و الصحابة و التابعين لهم إلى يومنا هذا كانت هي العناية بحفظ آثار رجال الدين،الكاشفة عن مشروعية البناء على القبور،و إنّه لم ينبس أيّ شخص في رفض ذلك ببنت شفة و لم يعترض عليها أحد،بل تلقّاها الجميع بالقبول و الرضا،إظهاراً للمحبّة و الودّ لأصحاب الرسالات و النبوّات و أصحاب العلم و الفضل، و من خالف تلك السنّة و عدّها شركاً أو أمراً محرّماً فقد اتّبع غير سبيل المؤمنين،قال سبحانه:« وَ مَنْ يُشٰاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مٰا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدىٰ وَ يَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مٰا تَوَلّٰى وَ نُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَ سٰاءَتْ مَصِيراً» (النساء115/).
اليوم و بعد مضيّ عشرين قرناً-تقريباً-على ميلاد السيد المسيح عليه السلام تحوّل المسيح و أُمّه العذراء و كتابه الانجيل و كذلك الحواريون،تحوّلوا-في عالم الغرب-إلى أُسطورة تاريخية،و صار