271و الطّاعة و المناسك، و «إن» هي مخفّفة من المثقّلة، و اللاّم هي التأكيدية الفارقة بين النافية و المخفّفة أو بينها و بين الشّرطيّة.
فدلّت بظاهرها على وقوف عرفة أي الكون بها في الجملة حيث كانت الإفاضة منها و الإفاضة منها فرع الكون فيها فتأمّل، و هو الوقوف و هو مبيّن في الأخبار و محدود زمانه و مكانه في الكتب، و على وقوف المشعر ليلا أيضا إذا المراد الإفاضة من عرفة إلى مشعر الحرام، و ذكر اللّه فيه، و لا يمكن ذلك بدون الكون فيه، و هو المراد بالوقوف هنا، و هو أيضا مذكور في الأخبار و معلوم الزّمان و المكان، و دلّت أيضا على وجوب الذّكر فيه، و لكن أكثر الأصحاب على استحباب الذكر، و عدم وجوب شيء غير الكون مع النيّة، فيحتمل أن يكون كناية عنه فانّ فعل عبادة مع النيّة ذكر اللّه، أو صلاة المغرب و العشاء فلا يدلّ على وجوب أمر زائد، و أيضا قد يحمل قوله «فاذكروا» على استحباب الذّكر بالأدعية المأثورة في ذلك المحلّ، و الاحتياط يقتضي ذكر اللّه تعالى فيه بالتهليل و التّكبير و الثّناء الجميل بالمأثور، على ما هو المذكور في محلّ ذكر هذا النسك في كتاب العبادات.
و يلزم من كون المراد بالذّكر المغرب و العشاء وجوب فعلهما فيه، و ليس بجيّد إذ يدلّ على عدمه ما في صحيحة محمّد بن مسلم: فنزل أي الباقر عليه السّلام فصلّى المغرب في الطّريق قبل المزدلفة، و صلّى العشاء بالمزدلفة و كذا صحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد اللّه عليه السّلام لا بأس أن يصلّي الرّجل المغرب إذا أمسى بعرفة و كذا خبر سماعة 1إلاّ أن يراد العشاء فقطّ فكأنّ الأخبار الدالّة على وجوب الجمع بأذان واحد و إقامتين فيه، و جواز تأخير النّافلة عنهما 2محمولة على الندب و يمكن القول بوجوب الذّكر و الثّناء و الشّكر كما هو الظاهر من كثير من الأخبار أيضا و مذهب ابن البرّاج و ظاهر كلام أبي الصّلاح في المشعر و عرفة أيضا و ظاهر كلام السيّد حيث أجاب عن الاعتراض على الاستدلال بالآية المذكورة