272على وجوب وقوف المشعر بأنّ الأمر 1بالذّكر أيضا يدلّ على وجوب الكون فيه، فإنّ الذّكر بدونه غير ممكن «بأنّ الآية 2تدلّ على وجوب الذّكر و أنتم لا تقولون به» «بأنّه 3لا يمتنع أن نقول بوجوب الذّكر بظاهر الآية و أجيب بجواب آخر و هو أنّ الأمر بالذّكر يقتضي وجوب الكون في المكان المخصوص و الذّكر جميعا، فإذا دلّ الدّليل على أنّ الذكر مستحبّ غير واجب أخرجناه من الظّاهر و بقي الباقي، و فيه تأمّل واضح، إذ وجوب الكون إنّما كان مفهوما من وجوب الذّكر و أمره، و إذا حمل على الاستحباب لدليل لم يبق لوجوب الكون أمر دالّ على الوجوب، و هو ظاهر، نعم يمكن ذلك لو قدّر شيء، و يكون وجوب الكون مفهوما من ذلك الشيء أو جعل الذّكر: الكون مع النيّة أو العشاء الآخرة.
ثمّ الاستدلال على وجوب الكون في المشعر بوجوب الشكر المفهوم من قوله تعالى «وَ اُذْكُرُوهُ كَمٰا هَدٰاكُمْ» مثل الذكر على أنّ كونه شكرا غير واضح، و كذا وجوبه في المشعر الحرام حتّى يلزم منه وجوب الكون بها، و بالجملة القول بوجوب وقوف المشعر ممّا لا ينبغي إنكاره لما ذكرناه بل للإجماع على الظاهر، و ينبغي أيضا القول بوجوب الذكر لظاهر الآية و الأخبار، مع عدم دليل صالح للمنع مثل الأصل الّذي استدلّ بهعلى عدم وجوب الذكر مطلقا و الصلاة على النبيّ و آله عليهم السلام في الموقفين كما هو مذهب ابن البرّاجفي المختلف فإنّه يضمحلّ بالآية و الأخبار، و الخبران 4اللّذان استدلّ بهما في المختلف عليه غير صحيحين بل لا دلالة فيهما على عدم الوجوب، بل ظاهرهما الوجوب في عرفات حيث يفهم من أحدهما أنّه إذا صلّى فيها و قنت يكفي و هو الذكر و الدّعاء مع أنّه دهشته الناس و من الآخر أنّه اشتغل بالحزن لموت أقاربه عن الدعاء قال عليه السّلام لا أرى عليه شيئا مع أنّه قال و قد أساء فليستغفر اللّه على أنّ إجزاء الوقوف بغير الدعاء لا يدلّ على