153يجب بها و يمتنع دونها و علة التامه مؤلفة من فطرة خاصة فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا يكون هى العلة القابلة و من هداية الهية يكون هى العلة الفاعلة بل الفاعل هو اللّه الذى كفى به هٰادِياً وَ نَصِيراً كما ان القابل هو الانسان بما له من فطرة مخصوصة مفطور عليها فاذا تحققت هذه العلة التامة المؤلفة من الفطرة القابلة و الربوبية الفاعلة يجب تحقق المعلول بها فما دامت تلك العلة التامة باقية يجب بقائه بها أيضا.
و حيث ان الانسان نوع تام لا ميز بين اصنافه و افراده الا بعوارض خارجية لا مساس لها في التقويم و لا احتياج للإنسان اليها في التقوم و لا دخل لها في اصل الهداية و ضرورتها و ان كان لها مساس في فروعها و آدابها و سنتها المنشعبة من ذاك الاصل الثابت فهو اى الانسان له نوعية تامة منحفظ بحاله لا يمسه التغير و لا يطرء عليه التحول النوعى بحيث يصير غير الانسان من الانواع التامة الموجودة في عرضه و ان يتكامل في سيره الجوهرى الى نوع آخر فوقه او دونه بمعنى انه انسان صار راقيا او هاويا 1مع صدق الانسانية عليه بعد. و الحاصل ان اختلاف الاعراض و العوارض لا يوجب انثلام وحدته النوعية و لا يكثر وحدته الفطرية ما دام هو انسان فالانسان بما له فطرة خاصة فطره اللّه عليها انسان طول الدهر و لا تبديل له كما بينه خالقه الذى اعلم به من نفسه فضلا عن غيره حيث قال. . . «فِطْرَتَ اَللّٰهِ اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ» 2فتبين ان العلة القابلة باقية ما بقى على الارض انسان كما كان كك أيضا فيما مضى من الدهر حيث يقول تعالى: «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ اَلدِّينِ مٰا