154
وَصّٰى بِهِ نُوحاً . . . الخ» 1و اما العلة الفاعلة فهو اللّه الذى لا يمس كرامته التغير اصلا لان ذاته عين الحيوة التى لا موت فيها و النور الذى لا ظلام فيه و العلم الذى لا جهل فيه و القدرة التى لا عجز لها لأنه الحى اَلَّذِي لاٰ يَمُوتُ و لأنه نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ فلا انمحاء له و لأنه لا يعزب عن علمه مثقال ذَرَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ وَ لاٰ فِي اَلسَّمٰاءِ فلا يخفى عليه خافية و لاٰ يَضِلُّ . . . وَ لاٰ يَنْسىٰ . . وَ مٰا كٰانَ رَبُّكَ نَسِيًّا و لانه بكل شيء قديرفلا يعجزه شيء اصلا و لا يمسه في خلق شيء غى و لا لغوب ابدا فهو العالم بمصالح الانسان و مفاسده و هو القادر على تعليمه اياه و هدايته الى رقيه و تحذيره عن هويه و بيان درجاته و اعلام دركاته اعاذنا اللّه من شرور انفسنا و سيئات اعمالنا.
و الحاصل ان اللّه تعالى لا يسنح له حال دون حال و لا يحجبه شيء عن شيء و لا يحجب عنه شيء فلا الصغر يمنعه عن الاحاطة العلمية به و لا البعد يحجبه عن الشهود و لا الحجاب يمنعه عن الحضور و لا الظلمة تصده و تحجبه عن الظهور بل هو تعالى عالم بالصغير كالكبير و شاهد للبعيد كالقريب و حاضر في المحجوب كالمشهور و ظاهر في الظلمة كالنور حيث يقول عز من قائل. . . «يٰا بُنَيَّ إِنَّهٰا إِنْ تَكُ مِثْقٰالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ أَوْ فِي اَلْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اَللّٰهُ إِنَّ اَللّٰهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ» 2يعنى ان صغر الخردلة و حجاب الصغرة و بعد السماوات و ظلمة الارض لا يمنع اللطيف الخبير عن الشهود التام لأنه لطيف و كل لطيف خبير و لأنه خبير و كل خبير لطيف لان كل لطيف و مجرد فهو عالم و