152على ان ما جاء به النّبيّ صلى اللّه عليه و آله لا شأن الا ذكرا و هدى للعالمين.
و البرهان على ما نطق به القرآن هو ان الموجود المعلول كما يحتاج في اصل وجوده الى علته التامة التى يجب بها و يمتنع دونها كك في بقائه و دوامه يفتقر اليها يبقى ببقائها و يدوم بدوامها. فاذا كانت العلة التامة باقية بحالها و مصونة عن التحويل و التبديل و محفوظة عن التغير و الزوال يكون المعلول باقيا كك الا ان يتحول شأن من شئون تلك العلة التامة مما يرجع الى العلة القابلة او الفاعلة بحيث لم يبق نصاب العلية التامة على حالها فحينئذ يتطرق التغير الى المعلول و يتحول من حال الى حال اخرى مما يقتضيه العلة التامة الاخرى على ما في موطنه.
و في ضوء هذا الاصل الحكمى يتبين ضرورة بقاء الإسلام ما بقى على الارض انسان و ذلك لان الانسان موجود حى متفكر و مختار و لا بد له من ان يتكامل كغيره من الموجودات الطبيعية التى لا بد لها ان يتحول و يتكامل لاحتياجها في التحقق و البقاء الى الكمال و الا فينعدم و لا كمال الا ما يعطيه الكمال المحض و هو اللّه اَلَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ فالمكمل هو رب العالمين و لا غير لان التكميل و التربية نوع خلقة حيث انه ايجاد الربط الخاص بين شيئين او مستلزم للخلقة اذ الخالق يقدر و يعلم ان يرب و يكمل مخلوقه لا غيره و هداية الموجود الحى المتفكر المختار و تربيته و تكميله لا يكون الا بهدايته الى العلم و العمل الصالح اى العقيدة و العمل الصالح و هذا هو الدين فالانسان محتاج الى دين يبينه اللّه و يهديه اليه و ان ابتغى دينا من عنده او من عند اى انسان آخر فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ اى لا يتكامل به بل ينكب عن الصراط السوى و يهوى الى مَكٰانٍ سَحِيقٍ .
و هذا الدين الالهى المعبر عنه بالاسلام موجود ممكن فله علة تامة