151عن الزوال بل هو باق ما بقى الدهر كما كان موجودا فيما تقدم من الدهور الغابرة و الايام الخالية منذ كان على الارض انسان اذ لا بد لكل انسان من دين الهى و لا دين الهى الا الإسلام حيث يقول اللّه «إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلْإِسْلاٰمُ» 1
فالذى يهمنا الآن هو بيان هذين الاصلين
اى كلية الإسلام و دوامه اولا و بيان كون الحج من حيث انه من مبانى الإسلام الهامة صالح لتجلى ذينك الاصلين فيه بل هو من اهم مظاهر ذلك ثانيا.
اما الاول [كلية الإسلام و دوامه]
فالقرآن ينادى بان اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ هو اَلْإِسْلاٰمُ و ان غيره من الاديان منحولة مردودة «وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ اَلْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ» 2و انه مطابق للفطرة الالهية «اَلَّتِي فَطَرَ اَلنّٰاسَ عَلَيْهٰا لاٰ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اَللّٰهِ ذٰلِكَ اَلدِّينُ اَلْقَيِّمُ» 3و كذا يهتف بان اللّه تعالى «نَزَّلَ اَلْفُرْقٰانَ عَلىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعٰالَمِينَ نَذِيراً» 4و بانه «ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ» 5و يصرح بانه لا هادى الا اللّه «وَ كَفىٰ بِرَبِّكَ هٰادِياً وَ نَصِيراً» 6«قُلْ إِنَّ هُدَى اَللّٰهِ هُوَ اَلْهُدىٰ» 7بل القرآن في بادئ امره قد اعلن في عتائق سورة بهذين الاصلين اى الكلية و الدوام حيث يقول «إِنْ هُوَ إِلاّٰ ذِكْرٌ لِلْعٰالَمِينَ» 8حيث يدل