150يبقى له بدونها الا الاسم العارى عن المسمى و من تلك المبانى الحج حيث يقول مولانا محمد بن على عليه السلام: «بنى الإسلام على خمس الصلاة و الصوم و الزكاة و الحج و الولاية» 1فمن ترك الحج متعمدا فقد هدم ركنا من اركان دينه الالهى فينهدم معه الإسلام الكامل و لذا قال تعالى في تركه عامدا. . . «وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ» .
حيث عبر عن تركه العمدى بالكفر فتارك الحج عمدا كافر عملا و ان لم يكن كافرا ايمانا و اعتقادا.
و حيث ان الحج من مبانى الإسلام فجميع ما ورد في شأنه لا بد و ان يتبلور في الحج و يكون الحج ممثلا اياه و مجلى لظهوره.
و من اعلى اوصاف الإسلام و اهمها امران: احدهما الكلية، و ثانيها الدوام، يعنى ان الإسلام دين الهى كلى يسع جميع افراد الانسان من الاسود و الابيض و الاحمر و غيرهم اذ الناس فيه سواسية كأسنان المشط و كذا القبائل و الشعوب فيه شرع سواء بحيث لا يشذ من ذلك احد و لا يغيب منه قوم و لا يعزب منه شعب و هكذا يسع عمود الزمان غابره و قادمه الى يوم القيمة.
فهو كلى جامع للأفراد و الشعوب باسرهم و دائم باق في امتداد الزمان الى انقضائه بطى ما هو عامله و قبض ما هو موضوعه اى السماء و الارض حيث يقول تعالى يَوْمَ نَطْوِي اَلسَّمٰاءَ كَطَيِّ اَلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ و يقول تعالى وَ اَلسَّمٰاوٰاتُ مَطْوِيّٰاتٌ بِيَمِينِهِ و الارض قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ .
فلا يبليه الدهر و لا يدرسه الليالى و الايام بل هو كل يوم غض و طرى لا ميز فيه بين السابق من الزمان و اللاحق منه لأنه امر الهى مسيطر على الزمان و مهيمن على الحركة و فائق على المادة فيكون مصونا