149الإسلام و الدين الحنيف و ان لم يكن له دين و كان ممن لا يخاف المعاد و لكن لم يكن قصده حينذاك الا السيطرة على الظالم الذى لم يعرف امام زمانه القائم بالحق و الداعى الى القسط المنادى بالحرية الهاتف بالحكومة الاسلامية القائل قوله السديد لا اعطيكم بيدى اعطاء الذليل و لا افر فرار العبيد الباذل مهجته في اللّه ليستنقذ عباده من الجهالة و حيرة الضلالة المعتصم بحبل اللّه المتين الذى لا انفصام له و المنقطع عن غيره قائلا بمقاله العتيق: لو لم يكن لى في الدنيا ملجأ و لا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية. و ذلك القائل هو سيدنا و مولانا سيد الشهداء الحسين بن على عليهما السلام.
فتحصل ان الحرمة للّه تعالى بالذات و لغيره بالعرض و ان العزة للحق الذى من صارعه صرعه بالذات و لغيره المتحقق به بالعرض و ان القوة لذى القوة المتين بالذات و لغيره بالعرض و ان القدرة للقدير المحض بالذات و لغيره المقتدر به بالعرض فحان ان يحترم المسلمون بحرمة اللّه و يعتزوا بعزة الحق و يتقووا بقوته و يقتدروا بقدرته و بالجملة فليتخلقوا باخلاقه حتى لا يظلموا و يكونوا انصار اللّه كما قال عيسى لِلْحَوٰارِيِّينَ مَنْ أَنْصٰارِي إِلَى اَللّٰهِ و يأخذوا ما اتاهم اللّه و رسوله بقوة القلوب و قوة الابدان كما اخذ يحيى الزاهد كتاب اللّه بقوة و استشهد في سبيله.
و من اهم مجالى هذا الامر و معالى هذه النهضة العالمية هو الحج الذى ندب الناس اليه من اقطار العالم و هو فرار و هجرة الى اللّه كما تقف عليه.
الصلة العاشرة في ان الحج من اهم مظاهر الإسلام
ان للإسلام قواعد و مبانى يبتنى عليها و يتكى بها و ينهدم دونها و لا