148على الإسلام السلام اذ بليت الامة براع مثل يزيد و لم يجب دعوته الربانية بان من كان باذلا فينا مهجته موطنا على لقاء اللّه نفسه فليرحل معنا و هكذا لم يعن سيد الساجدين حيث يقول انا بن مكة و منى انا بن زمزم و صفا ثم التجأ الى الكعبة و تعلق باستارها فلا يعينه اللّه بالغيب بل يمهل الظالم ان يهدم الكعبة و يسيطر عليه و يصلبه «كَذٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ اَلظّٰالِمِينَ بَعْضاً» 1لان المقصود هناك لم يكن هو هدم الكعبة بما انها قبلة للمسلمين و مطاف لهم و مهبط للوحى و معدن للوعى بل القصد هناك الى السيطرة على ابن الزبير المتحصن بها و اللاجى اليها.
و من تلك الحادثة يعرف قدر الامام و حرمة الولاية و عزة الخلافة الالهية كما ان بالتحليل العقلى يعرف قدر الحق و بهائه و جماله و جلاله و كبريائه و مشيئته المستولية على كل شيء و سلطانه الذى ملأ كل شيء فانتهت تلك الحرمات التى كانت للحرم و البلد الامين الى الكعبة و من الكعبة الى الامام الذى يتولاه اللّه الذى هو ولى الصالحين ثم منه الى الحق الولي الذى يخضع له كل شيء فلئن امهل اللّه الظالم حتى هدم الكعبة فليس ذلك نقضا لقوله تعالى «وَ مَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحٰادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذٰابٍ أَلِيمٍ» 2فتدبر حتى تجد الميز بين ابرهة و بين ابن الزبير و الحجاج اذ ذاك الغاشم اراد الكعبة بسوء هدما للقبلة و المطاف اذ كانت حينذاك قبلة للحنفاء و مطافا لهم كما لغيرهم و هذا الظالم اى الحجاج المسلط على ظالم آخر مثله لم يرد الكعبة بسوء بما انها قبلة و مطاف و لم يشاء ان يمحق