147حَمِيدٍ»
1
و بين سر تحفظه عن تطرق الباطل و صيانته عن النسخ و التحريف و المحو بأنّه تعالى قد تكفل لحفظه حيث قال «إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ» 2فعلى هذا الاصل الذى اصله القرآن الكريم يكون حرمة الكعبة زادها اللّه شرفا لحرمة الحق الذى لا يزهق و لحياة الدين الذى لا يموت و لدوام الوحى الذى لا ينسى عهدا من اللّه فمن اراد الكعبة بسوء و كان في أمنيته محو الحق يعذبه اللّه بِعَذٰابٍ بَئِيسٍ لا اختلاف فيه و لا تخلف عنه.
و اما من تحصن بالكعبة و التجاء اليها و لاذ بها و تمسك باستارها و لكنه لم ينصر الحق و لم يخذل الباطل و لا يغيث مستغيث الحق و لا يلبى منادى الحرية و لا يجيب هتاف الاستقامة و لا يسمع دعاء داعى القسط و ليس له اذن واعية تعى الحق الصراح و لا يد باسطة تبطش الباطل و لا رجل ثابتة تتدفى الارض و لا رأس يعير اللّه جمجمته و بالجملة لا يعرف امام زمانه و يكون حياته كموتة جاهلية لان الموت على وزان الحياة كما تموتون تبعثون فمن كانت موتته ميتة جاهلية تكشف ان حياته كانت جاهلية، فلا لياذ لمثله و لا امان له اصلا بل يسلط اللّه عليه من لا يرحمه و ان كان بهدم الكعبة و تخريبها.
كما ابتلى به ابن الزبير الذى لم يعرف امام زمانه الحسين بن على عليهما السلام و ابنه على بن الحسين عليه السلام و لم ينصره على الحق الذى قام به و لم يخذل الباطل الذى ركزه بين اثنتين بين السلة و الزلة و لم يسمع هتافه الملكوتى «هيهات منا الذلة» و لم يلب ندائه الالهى بانه