136القتل و النهب و السبى و ما الى ذلك مما كان يفعله الطغاة الذين لا شعار لهم الاشعار قَدْ أَفْلَحَ اَلْيَوْمَ مَنِ اِسْتَعْلىٰ و لا يهمهم امر اصلا بل قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ و يَظُنُّونَ بِاللّٰهِ . . . ظَنَّ اَلْجٰاهِلِيَّةِ و يأكلون و يتمتعون كَمٰا تَأْكُلُ اَلْأَنْعٰامُ .
و لكن الاصل في ذلك كله هو الكعبة التى جعلها اللّه مَثٰابَةً لِلنّٰاسِ وَ أَمْناً لهم ثم بتشرفها جعل البلد امينا و الحرم مأمونا و المكة مصونة و قد روى عن النّبيّ صلى اللّه عليه و آله و الائمة عليهم السلام «انه حرم الحرم لعلة المسجد. 1و روى عن مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال: من دخل الحرم من الناس مستجيرا به فهو آمن و من دخل البيت مستجيرا به من المذنبين فهو آمن من سخط اللّه و من دخل الحرم من الوحش و السباع و الطير فهو آمن من ان يهاج او يؤذى حتى يخرج من الحرم 2و كان هذا التأمين الالهى اجابة لبانى الكعبة ابراهيم الخليل عليه السلام حيث دعا ربه و قال: «رَبِّ اِجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً» 3و قال أيضا «رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا اَلْبَلَدَ آمِناً» 4و لعل سر التفاوت في التعبير هو بلحاظ كون ذينك الدعاءين في زمانين مختلفين احدهما قبل تحقق البلد و بناء مكة و ثانيها بعد بناء مكة و تحقق البلد.
و كيف كان فقد جعل اللّه البيت حراما و وصفه به حيث قال في