137كتابه: «اَلْبَيْتَ اَلْحَرٰامَ» 1و قال: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً» 2و من ذاك الاصل ما تنعم به قريش حيث انه تعالى أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَ آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ .
الصلة الثامنة في ان الكعبة البيت الحرام قيام للناس
ان المراد من القيام المطلوب في قوله تعالى «قُلْ إِنَّمٰا أَعِظُكُمْ بِوٰاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلّٰهِ» 3هو المقاومة و الاستقامة لا الانتصاب البدنى و هو واضح و يقابله القعود بمعنى العجز و الاستكانة و الانظلام و لذا جعل الجهاد و القعود متقابلين حيث قال تعالى: «فَضَّلَ اَللّٰهُ اَلْمُجٰاهِدِينَ بِأَمْوٰالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ عَلَى اَلْقٰاعِدِينَ دَرَجَةً» 4فالمجاهد الذى يجاهد اهوائه كما يجاهد اعدائه فهو قائم و الذى يتصالح مع هواه كما يصالح عدوه فهو قاعد و الدين الالهى يتلخص في قوله تعالى «قُلْ إِنَّمٰا أَعِظُكُمْ بِوٰاحِدَةٍ» و هو يفيد الحصر اى لا موعظة الا بخصلة واحدة و هو القيام للّه اى المقاومة لإحياء امر اللّه و الاستقامة في امتثال حكمه و هذا هو المعبر عنه بالجهاد فالدين الالهى متبلور في المجاهدة لا غير و الجهاد مع الاهواء و الاعداء قيام و اعطاء الاعداء باليد و التسليم لهم او الفرار منهم قعود و عجز.
و لعل التعبير عن المجاهدة بالقيام لأنه من بين سائر الحالات و الشئون اقوى الحالة و اشدها دفاعا و اهيائها دعا و دفعا او تحاملا و تهاجما