131
إِبْرٰاهِيمُ اَلْقَوٰاعِدَ مِنَ اَلْبَيْتِ وَ إِسْمٰاعِيلُ رَبَّنٰا تَقَبَّلْ مِنّٰا» . 1يعنى ان بناء الكعبة و رفع قواعدها كان عبادة خالصة من ذينك النبيين بحيث لا يريدان من احد جَزٰاءً وَ لاٰ شُكُوراً بل انما يرفعان قواعدها لوجه اللّه و لم يكن ذلك منهما بدعاء لفظى فحسب بل كان كامنا في القلب و ظاهرا في القالب مكنونا في المهجة بارزا في اللهجة لان من جاء ربه بِقَلْبٍ سَلِيمٍ لا يمس كرامة قلبه طائف من غير اللّه و من قال يٰا أَبَتِ اِفْعَلْ مٰا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي . . . مِنَ اَلصّٰابِرِينَ لا يمس طهارة ضميره ما ينافى الخلوص فهذان النبيان عليهما السلام بتمام التوحيد و الخلوص دعوا ربهما و قالا (رَبَّنٰا تَقَبَّلْ مِنّٰا) و حيث ان اللّه تعالى وصفهما بانهما من العباد المخلصين الذين لا يتطرق الشيطنة و الوسوسة نحوها فهما من المتقين الذين لا يتقبل اللّه بقبول حسن إلا منهم.
فتحصل ان الكعبة مرفوعة القواعد على الخصوص و مقبولة للّه تعالى بالتقوى و حيث ان هندستها التوحيد و عمرانها الخلوص و التقوى تشرفت باضافتها الى اللّه تعالى و صارت بيت اللّه الذى له ما في السماوات و الارض و رفيعة باذنه تعالى و يذكر فيها اسمه تعالى آناء الليل وَ أَطْرٰافَ اَلنَّهٰارِ و صارت شجرة طوبى و ثمارها بيوت أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ من المساجد و المشاهد و نحوها.
الصلة الرابعة في ان الكعبة طاهرة لا يمسها الا المطهرون
قد امر النبيان ابراهيم و ابنه إسماعيل عليهما السلام بتطهير الكعبة عن كل قذارة و لوث و تزكيتها عن كل رجس و رجز، قال تعالى: