132
«وَ عَهِدْنٰا إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ اَلْعٰاكِفِينَ وَ اَلرُّكَّعِ اَلسُّجُودِ» .
1
و معه لا مجال لقذارة الوثن و لا للوث الوثنى و لا موقع لرجس الصنم و لا لرجز الصنمى اذ العابد و المعبود كلاهما في النار:
«إِنَّكُمْ وَ مٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ» . 2و هذا التطهير عهد الهى لا ينال الظالم كما لا يناله الظالم بل انما يناله الخليل و الذبيح و الكليم و المسيح و الحبيب و سائر الانبياء و المرسلين عليهم افضل صلوات المصلين.
و هذا البيت الطاهر بما فيه الحجر الاسود يمين اللّه الذى كلتا يديه يمين 3فلا يمسها الايدى الدنسة و كما ان القرآن الكريم فِي كِتٰابٍ مَكْنُونٍ « لاٰ يَمَسُّهُ إِلاَّ اَلْمُطَهَّرُونَ» . 4اى لا يمس ظاهر القرآن و خطوطه المكتوبة الا المطهرون من الحدث و لا يمس باطنه و معارفه العليا الا المطهرون من الذنب هم الائمة من اهل بيت الوحى حيث قال تعالى:
«إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» . 5كذلك الكعبة الطاهرة لا يطوف حولها و لا يستقبلها في شئونه الحيوية الا الطاهرون اذ الطيب للطيب كما ان الخبيث للخبيث.
و كما ان القرآن الكريم مرآة نقية يرى الناظر صورته الجميلة او القبيحة فيها و لذلك يَهْدِي بِهِ اَللّٰهُ مَنِ اِتَّبَعَ رِضْوٰانَهُ سُبُلَ اَلسَّلاٰمِ و يضل به الفاسقين، كذلك الكعبة مرآة صافية يرى الناظر منظره الجميل او القبيح فيها يهدى بها اللّه من يشاء و يضل بها من يشاء و هم الذين نزل فيهم: