130آله الذى اوتى جوامع الكلم حيث قال صلى اللّه عليه و آله «لا إله الا اللّه وحده وحده وحده» . و لعله ناظر الى التوحيد في مراتبه الثلث من التوحيد الذاتى و الصفاتى و الافعالى فمعه لا مجال للشرك اصلا اذ لا يخلو شيء من المراحل الوجودية عن التوحيد حتى يكون ذلك الخلاء بنفسه شركا او يملأه الشرك بناء على كونه امرا وجوديا.
و حيث ان التوحيد شجرة طوبى و من ثمارها التقوى يكون مسجد قبا المؤسس على التقوى من فروع ذلك الاصل و من ثمار ذاك البذر.
فالكعبة المؤسسة على التوحيد اصل لجميع ما يبنى على التقوى كما يكون هدم الكعبة المؤسس على الشرك اصلا لجميع ما يبنى عَلىٰ شَفٰا جُرُفٍ هٰارٍ ينهار في دار جهنم. فتحصل ان هندسة الكعبة على التوحيد البحث الذى لا يجتمع مع اى شرك اصلا و هى بهذه الهندسة الالهية صارت موضوعة و متعلقة لغير واحد من الاحكام و منها الحج و هى بهذه الخصيصة يكون مثالا للعرش الذى لا يحوم حوله الا الملائكة اَلَّذِينَ هُمْ عِبٰادُ اَلرَّحْمٰنِ . . . لاٰ يَعْصُونَ اَللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ و هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ و لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ و يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ . . . لاٰ يَفْتُرُونَ من تسبيحه و لاٰ يَسْأَمُونَ من تقديسه و لاٰ يَسْتَحْسِرُونَ من عبادته و لا يؤثرون التقصير على الجد في امره و لا يغفلون عن الوله اليه. 1
الصلة الثالثة في ان قواعد الكعبة بنيت و رفعت على الخلوص الصرف
ان عمران الكعبة و بنائها و رفع قواعدها كان بيد ابراهيم عليه السلام خليل اللّه و إسماعيل ذبيح اللّه عليه السلام قال تعالى: «وَ إِذْ يَرْفَعُ