129الارتباط الوجودى بين عوالم الطبيعة و المثال و العقل و الصراط الذى يمكن سلوكه هو التحقق في المعارف المستفادة من التسبيح و التحميد و التهليل و التكبير (تدبر) .
الصلة الثانية: في ان الكعبة اسست على التوحيد المحض
ان هندسة الكعبة كانت بهداية اللّه اَلَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ و قال عز من قائل. . . «وَ إِذْ بَوَّأْنٰا لِإِبْرٰاهِيمَ مَكٰانَ اَلْبَيْتِ أَنْ لاٰ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً» 1يعنى ان تبوئة البيت و تعيين مكانه و هندسة تأسيسه انما هو على التوحيد الصرف الذى لا يشوبه اى شرك اصلا لا الشرك الجلى كالوثنية و لا الخفى كالرياء لان النكرة التالية للنفى تفسير سراية النفى الى كل ما يصدق عليه الشرك حيث قال تعالى: لاٰ تُشْرِكْ بِي شَيْئاً .
و هذا التوحيد المحض الذى أسس عليه الكعبة لا يتحقق الا في الاوحدى من المؤمنين اذ الأكثري منهم ليس مصونا عن لوث الشرك الجلى كالتواضع للغنى لغناه و التذلل للطاغوت لطغيانه او الشرك الخفى كترك الدنيا للدنيا و الزهد فيها للجاه و المقام و لذا قال تعالى: «وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلاّٰ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ» 2اى اكثر المؤمنين مشركون بالمعنى المتقدم و هؤلاء الأكثرون لا يرثون الارض بل يرثها العباد الصالحون الذين يمكنهم اللّه دِينَهُمُ اَلَّذِي اِرْتَضىٰ لَهُمْ و يؤمنون به و لا يشركون به شيئا.
و هذا التوحيد المحض قد تجلى في كلمات رسول اللّه صلى اللّه عليه و