128موجود في عالم المادة فله اصل محفوظ عند اللّه يتنزل منه و يكون آية له و مرأة اياه و كذا يكون مرقاة اليه (أَلاٰ إِلَى اَللّٰهِ تَصِيرُ اَلْأُمُورُ) . 1فمن ذلك ما ورد من نزول قواعد الكعبة من الجنة و كذا نزول الحجر الاسود و نزول حجر المقام 2حيث ان ذلك كله يدل على ان لأجزاء البيت و اركانه اصلا طيبا عند اللّه يكون تلك الامور متنزلة من ذلك الاصل الطيب 3و يشهد له ما ورد في سر تربيع الكعبة و بنائها على اربعة اركان من ان ذلك كان بحذاء البيت المعمور و كذا العرش حيث ان له اركانا و اضلاعا اربعة فلما سئل الامام الصادق عليه السلام المعصوم عن سر تربيع العرش اجاب عليه السلام بان الكلمات التى بنى عليها الإسلام اربع و هى التسبيحات الاربع سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الا اللّه و اللّه اكبر 4.
حيث ان هذا السؤال و الجواب يدل على ان الكعبة قد تنزلت من البيت المعمور المتنزل من العرش على المعنى المتقدم من التنزل المنزه عن التجافى و على ان سر التربيع في هذه الانظمة الثلاثة اعنى الطبيعة و المثال و العقل هو تربيع الكلمات الدالة على التنزيه و التحميد و التهليل و التكبير.
فمن هنا يلوح معنى ما ورد من ان الكعبه من موضعها الى عنان السماء قبلة (وافى: باب وجوب الاستقبال) لان ظاهره و ان كان هو وجوب الاستقبال الى هذا البعد العمودى تشريفا و لكن سره يدل على