127تبقى و لا تفنى و ان نفدت و بادت تلك الاشياء حيث قال تعالى: «وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّٰ عِنْدَنٰا خَزٰائِنُهُ وَ مٰا نُنَزِّلُهُ إِلاّٰ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ» . 1و قال تعالى: «مٰا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ مٰا عِنْدَ اَللّٰهِ بٰاقٍ» . 2فلا مجال لنفاد الخزائن التى عند اللّه لان كل ما عنده فهو مصون عن الزوال و محفوظ عن الفناء.
و ثانيا بان جميع تلك الاشياء الخارجية نازلة من تلك الخزائن الغيبية لا بنحو التجافى المستلزم للنفاد و الزوال بل بنحو التجلى كما قال على عليه السلام الحمد للّه المتجلى لخلقه بخلقه. و يدل على ذلك التنزل قوله تعالى: وَ مٰا نُنَزِّلُهُ إِلاّٰ بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ، حيث ينطق بان وجود تلك الاشياء في تلك المخازن بنحو اللف الجمع و عند التنزل يصير بنحو النشر و القدر و الهندسة.
فمن هنا يظهر معنى قوله تعالى: «. . . قَدْ أَنْزَلْنٰا عَلَيْكُمْ لِبٰاساً يُوٰارِي سَوْآتِكُمْ وَ رِيشاً» . 3و قوله تعالى: «وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ اَلْأَنْعٰامِ ثَمٰانِيَةَ أَزْوٰاجٍ» . 4و قوله تعالى: «وَ فِي اَلسَّمٰاءِ رِزْقُكُمْ وَ مٰا تُوعَدُونَ» . 5و قوله تعالى: «وَ أَنْزَلْنَا اَلْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ» . 6حيث ان الانزال في هذه الموارد و نظائره بمعنى التنزل و التجسم لا التجافى نظير انزال المطر من السماء الى الارض لان كل قطرة منه اذا نزلت الى الارض فقد انتقلت و هجرت مكانها السمائى فكل شيء