126بها و يصير كاملا و اما اذا كان الكمال المحض مبدء لفيض و سببا لأمر كيف يفرض له غرض زائد على ذاته بل هو الغرض الذاتى لكل فعل و فيض كما هو المبدأ الذاتى لكل اثر و خير حسبما افاده القرآن الحكيم بقوله تعالى هُوَ اَلْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ الآية فتبين انه تعالى هو الغاية بالذات فلا غاية له كما انه تعالى هو الفاعل بالذات لما عداه فلا فاعل له و هو تعالى خٰالِقُ كُلِّ شَيْءٍ و اليه يصير الامور (كَمٰا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) .
فمن ذلك يظهر سر قوله تعالى: «وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ» . 1حيث ان الحج عبادة مفروضة من اللّه على الناس و هم محتاجون الى ان يحجوا و يعتمروا فان كفروا و مردوا فَإِنَّ اَللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ اَلْعٰالَمِينَ فضلا عنهم و عن عبادتهم. فالحج كغيره من العبادات غاية الخلق لا الخالق و الحاج يتزود بحجه خير المزاد و اللّه غنى محض لأنه نفس الغناء و محض الكمال فلا يتصور له غاية زائدة على ذاته اذ لا غاية للغاية الذاتية.
و اما الصلات:
ففى بيان فضائل الكعبة و سنن الحج و اسرارها و تأثيرها في تحرير الرقاب من الاستعباد و عتق النفوس من الاستكبار و وضع الآصار و الاغلال من الاعناق و الايدى و الارجل و اخراج الناس من ذل الاديان الى عز الإسلام.
الصلة الاولى في ان الكعبة مثال للعرش
ان الاصول القرآنية ناهضة اولا بان لجميع الاشياء خزائن عند اللّه