37
و منها قوله في سورة البقرة إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ، و قوله تعالى أيضا في سورة البقرة مَنْ كٰانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ، و قوله تعالى أيضا في سورة البقرة مَنْ آمَنَ بِاللّٰهِ وَ اَلْيَوْمِ اَلْآخِرِ ، إلى غير ذلك من الآيات.
و فيه: إن عطف شيء على الإيمان باللّه لنكتة لا يدل على أنه بمنزلة الإيمان باللّه من جهة الموضوعية، كما أن عطف الإحسان بالوالدين على توحيده و على عدم الشرك باللّه تعالى في كثير من الآيات لا يدل على أنّ الإحسان بالوالدين بمنزلة التوحيد أو بمنزلة عدم الشرك من جهة الموضوعية، منها قوله تعالى في سورة الإسراء وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً ، و منها ما في سورة الأنعام قوله تعالى: أَلاّٰ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً ، و منها في سورة النساء قوله تعالى: وَ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ وَ لاٰ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً ، و منها في سورة البقرة قوله تعالى: لاٰ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اَللّٰهَ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً و غير ذلك من الآيات.
و الحاصل: إن عطف أمر على الإيمان باللّه أو على عدم الشرك به تعالى لا يدل على أنه بمنزلة الإيمان باللّه أو بمنزلة عدم الشرك به. و لعل إحدى النكات في عطف يوم الآخر على الإيمان باللّه أن أكثر الناس إلا الأوحدي منهم لم يكونوا مطيعين في أوامره و نواهيه تعالى بصرف الإيمان باللّه تبارك و تعالى، بل الذي أوجب إطاعتهم و عدم عصيانهم هو الاعتقاد بيوم الجزاء و بالعقاب، فكلما أراد اللّه تعالى التهديد و التحذير قرن الإيمان باليوم الآخر بالإيمان باللّه كما في الآيات المذكورة.
و يشهد على عدم موضوعية الإيمان بالمعاد قوله تعالى في سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنّٰا بِاللّٰهِ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْنٰا وَ مٰا أُنْزِلَ إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ وَ إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ اَلْأَسْبٰاطِ وَ مٰا أُوتِيَ مُوسىٰ وَ عِيسىٰ وَ مٰا أُوتِيَ اَلنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاٰ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ثم فرّع على ذلك بقوله تعالى فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مٰا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اِهْتَدَوْا الى قوله