169الأشياء، فأما الاكتحال بما فيه طيب فمن أصحابنا من قال: إنه مكروه 1، و الظاهر أنه محظور، لإجماع الأمة على أن المحرم لا يجوز له الطيب، و لم يفصلوا بين أن يكون في كحل أو غيره، و ما ورد من النهي عن الطيب عام في كل ذلك، و طريقة الاحتياط تقتضيه.
الفصل السادس
و يمضي المحرم على حاله حتى يشاهد بيوت مكة، فيقطع التلبية إن كان متمتعا، كما قدمناه، و يستحب له أن يكثر من حمد الله تعالى على بلوغها، فإذا انتهى إلى الحرم، استحب له الغسل، و أن يدخله ماشيا و عليه السكينة و الوقار، و أن يدخل مكة من أعلاها، و أن يغتسل قبل دخولها، و أن يدعو إذا عاين البيت بما نذكره، و أن يغتسل قبل دخول المسجد، و أن يدخله من باب بني شيبة، و أن يقول قبل دخوله:
بسم الله و بالله و على ملة رسول الله و ولاية أهل بيته صلى الله عليه و عليهم. الحمد لله على ما من به من بلوغ بيته الحرام، السلام على رسول الله و على أولي العزم من الرسل و على أوصيائهم المرضيين.
و أن يقول إذا دخل المسجد و عاين البيت:
اللهم إني أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس و أمنا مباركا و هدى للعالمين، اللهم فأمنى سخطك و أجرني من عذابك يا جار من لا جار له! أجرني من عذابك و أعذني من نقمتك برحمتك يا أرحم الراحمين.
و يستحب أن يدعو إذا أتى الحجر الأسود فيقول:
الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله سبحان الله و