156و إن كان قارنا قال:
اللهم إني أريد الحج قارنا فسلم لي هدي و أعني على أداء مناسكي، إلى آخر الدعاء.
و إن كان مفردا قال:
اللهم إني أريد الحج مفردا فسلم لي مناسكي و أعني على أدائها إلى آخر الدعاء، ثم يجب عليه أن ينوي نية الإحرام على الوجه الذي قدمناه، و يعقده بالتلبية الواجبة، و هي:
لبيك اللهم لبيك لبيك إن الحمد و النعمة لك و الملك لا شريك لك لبيك.
و لا ينعقد الإحرام إلا بها أو بما يقوم مقامها من الإيماء لمن لا يقدر على الكلام، و من التقليد أو الإشعار للقارن، بدليل الإجماع المتكرر و طريقة الاحتياط و اليقين لبراءة الذمة، و أيضا ففرض الحج مجمل في القرآن، و لا خلاف أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم فعل التلبية، و فعله عليه السلام إذا ورد مورد البيان كان على الوجوب.
و يعارض المخالف بما روى من طرقهم أن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه و آله و سلم فقال له: مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعار الحج 1و هذا نص، و بقوله لعائشة: انقضي رأسك و امتشطي و اغتسلي و دعي العمرة، و أهلي بالحج 2، و الإهلال هو التلبية، و أمره على الوجوب، و ليس لهم أن يقولوا: المراد بالإهلال:
الإحرام لأن الإهلال في لغة العرب رفع الصوت، و منه قولهم: استهل الصبي: إذا صاح، و منه سمي الهلال هلالا، لارتفاع الأصوات عند رؤيته، و يبطل ذلك ما رووه عن ابن عباس من قوله: إنه صلى الله عليه و آله و سلم أهل في مصلاه، و حين مرت به راحلته،