428علماء الشيعة و فقهاءهم المتقدمين منهم و المتأخرين يقولون:إن هذا القرآن الموجود اليوم بين أيدي المسلمين محرف.
[-رد الشيخ محمد جواد البلاغي على روايات التحريف التي نقلها الميرزا النوري في فصل الخطاب]
و أقول:الكتاب(الضخم)الذي ذكره الكاتب لا يتجاوز 375 صفحة بالحجم المتوسط(الوزيري).
فهل يصدِّق القارئ العزيز أن كتاباً بهذا الحجم يحتوي على أكثر من ألفي رواية تنص على التحريف،ناهيك عما في الكتاب أيضاً من مناقشات و احتجاجات و جمع الأقوال،و ذِكْر طائفة كبيرة جداً من روايات أهل السنة و أقوال علمائهم.
مضافاً إلى أن الميرزا النوري قدس سره قد كرَّر كثيراً من الروايات،فذكرها تارة مسندة،و تارة من غير إسناد كما ذكره الشيخ محمد جواد البلاغي قدس سره في كتابه(آلاء الرحمن)،حيث قال في مقام الرد على تلك الروايات:
هذا و إن المحدِّث المعاصر جهد في كتاب(فصل الخطاب)في جمع الروايات التي استدل بها على النقيصة،و كثَّر أعداد مسانيدها بأعداد المراسيل عن الأئمة عليهم السلام في الكتب،كمراسيل العياشي و فرات و غيرها مع أن المتتبِّع المحقِّق يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد،و في جملة ما أورده من الروايات ما لا يتيسَّر احتمال صدقها،و منها ما هو مختلف باختلاف يؤول به إلى التنافي و التعارض،و هذا المختصر لا يسع بيان النحوين الأخيرين.هذا مع أن القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار،و قد وصف علماء الرجال كلاً منهم إما بأنه ضعيف الحديث،فاسد المذهب مجفو الرواية،و إما بأنه مضطرب الحديث و المذهب يُعرَف حديثه و يُنكَر،و يروي عن الضعفاء،و إما بأنه كذّاب متَّهم لا أستحل أن أروي من تفسيره حديثاً واحداً و أنه معروف بالوقف،و أشدّ الناس عداوة للرضا عليه السلام،و إما بأنه كان غالياً كذّاباً،و إما بأنه ضعيف لا يُلتفت إليه و لا يُعوَّل عليه و من الكذابين،و إما بأنه فاسد الرواية يُرمى بالغلو.و من الواضح أن أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئاً،و لو تسامحنا بالاعتناء برواياتهم في مثل هذا المقام الكبير،لوجب من دلالة