429الروايات المتعدِّدة أن ننزّلها على أن مضامينها تفسير للآيات أو تأويل،أو بيان لما يُعلم يقيناً شمول عموماتها له،لأنه أظهر الأفراد و أحقّها بحكم العام،أو ما كان مراداً بخصوصه و بالنص عليه في ضمن العموم عند التنزيل،أو ما كان هو المورد للنزول،أو ما كان هو المراد باللفظ المبهم.و على أحد هذه الوجوه الثلاثة الأخيرة يحتمل ما ورد فيها أنه تنزيل أو أنه نزل به جبريل كما يشهد به نفس الجمع بين الروايات،كما يُحمَل التحريف فيها على تحريف المعنى،و يشهد لذلك مكاتبة أبي جعفر عليه السلام لسعد الخير كما في روضة الكافي،ففيها:(و كان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه و حرَّفوا حدوده).و كما يُحمَل ما فيها من أنه كان في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام أو ابن مسعود،و يُنزَّل على أنه كان فيه بعنوان التفسير و التأويل،و مما يشهد لذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام للزنديق كما في نهج البلاغة و غيره:و قد جئتهم بالكتاب كملاً مشتملاً على التنزيل و التأويل 1.
ثمّ بعد أن ذكر تأويل بعض الروايات التي استدل بها المحدِّث النوري على التحريف قال:فتكون هذه الرواية و أمثالها قاطعة لتشبثات(فصل الخطاب)بما حشده من الروايات التي عرفت حالها إجمالاً،و إلى ما ذكرناه و غيره يشير ما نقلناه من كلمات العلماء الأعلام قُدّست أسرارهم.فإن قيل:إن هذه الرواية ضعيفة،و كذا جملة من الروايات المتقدمة.قلنا:إن جل ما حشده فصل الخطاب من الروايات هو مثل هذه الرواية و أشد منها ضعفاً كما أشرنا إليه في وصف رواتها،على أن ما ذكرناه من الصِّحاح فيه كفاية لأولي الألباب 2.
و كيف كان فالمهم الذي ينبغي الكلام فيه هو تحريف القرآن نفياً أو إثباتاً،و أما التشبث ببعض الأقوال أو الروايات دون بعض من دون مرجّح فليس من دأب طلاب الحق المنصفين.