373تلك المصالح،فلا يلتفت العامي إلى ما هو الراجح فيها،فنرجع بالنتيجة إلى لزوم دفع الحق المبارك إلى الفقيه الذي هو أعرف بمصارفه التي يحرز بها رضا الإمام عليه السلام.
قال الكاتب:فهم ينظرون إلى واقعهم فيرون مدارسهم و مطابعهم و ما تحتاجه من نفقات.
و كذلك ينظرون في حاجاتهم الشخصية،فكيف يمكنهم معالجة هذا كله و تسديد هذه الحاجات؟علماً أن هذا يتطلب مبالغ طائلة.
فكانت نظرتهم إلى الخمس كأفضل مورد يسد حاجاتهم كلها،و يحقق لهم منافع شخصية و ثروات ضخمة جداً،كما نلاحظه اليوم عند الفقهاء و المجتهدين.
[-رد زعمه أن فتاوى الفقهاء في الخمس ناظرة إلى سد حاجاتهم و منافعهم الشخصية]
و أقول:إن الدليل كما رأينا ليس هو ما زعمه الكاتب من المصالح الشخصية و الحاجات الفردية،و إنما هو ما يُحرَز به رضا الإمام عليه السلام،و لا ريب في إحراز رضا الإمام في إنفاق سهمه المبارك في ترويج الدين و دعم الحوزات العلمية،و على طلبة العلم الذين صرفوا أعمارهم الشريفة في سبيل ترويج أحكام الدين و الذب عن شريعة سيّد المرسلين.
و لا ينقضي العجب من هذا الكاتب الذي يزعم أن العلماء ينظرون إلى مدارسهم و مطابعهم و ما تحتاجه من نفقات،فيعمدون إلى الخمس لسد هذه النفقات،مع أنّا لم نسمع بعالم في العراق كانت عنده مطبعة،مضافاً إلى أن نفقات المطابع تسد من بعض دخلها.
و لقد رأينا بعض مراجع التقليد الذين ينفقون الأموال الطائلة في تشييد الدين لا يملكون إلا ما يقيتهم.
و قد حدثني آية الله الشيخ محي الدين المامقاني دام ظله أنه دخل ذات يوم على