374مرجع الشيعة في عصره السيد محسن الحكيم قدس سره فرآه مغتماً،فسأله عن سبب همِّه فقال:منذ ثلاثة أيام و العيال ليس عندهم ما يأكلونه.قال:فقلت له:لِمَ لا تُنفق عليهم من سهم السادة،فهم سادة و فقراء؟فقال:لا أحب أن أنفق شيئاً من الحقوق الشرعية على نفسي و لا على عيالي.
قال:ثمّ دخل علينا رجل من مقلِّدي السيد،فقدَّم للسيد عشرة آلاف دينار،و قال له:أرجو أن تقبل مني هذه الهدية الخالصة من كل حق.فقبلها منه السيد،و دعا له.
و هذا أنموذج واحد من نماذج كثيرة لا داعي لاستقصائها.
و إني لأعجب من هذا الكاتب و أمثاله من الذين لا يرون غضاضة في صرف الحكومات الجائرة لأموال المسلمين الطائلة على الجامعات و الكليات التي لا نفع فيها كالكليات المختلطة للموسيقى و الفنون و الرقص و الرسم و الرياضة البدنية و غيرها،و يرون حرمة صرف أموال صاحب الزمان عليه السلام المباركة على من يروِّجون أحكام الدين و شرائعه،فما لهم كيف يحكمون؟!
قال الكاتب:إن القضية مرت في أدوار و تطورات كثيرة حتى استقرت أخيراً على وجوب إعطاء أخماس المكاسب للفقهاء و المجتهدين،و بذلك يتبين لنا أن الخمس لم ينص عليه كتاب و لا سنة و لا قول إمام،بل هو قول ظهر في الزمن المتأخر،قاله بعض المجتهدين و هو مخالف للكتاب و السنة و أئمة أهل البيت و لأقوال و فتاوى الفقهاء و المجتهدين المعتد بهم.
و أقول:بل ظهر للقارئ الكريم أن وجوب دفع الخمس في عصر الحضور و الغيبة هو رأي كافة الفقهاء المعروفين كالشيخ المفيد،و السيد المرتضى،و الشيخ