38ولم يبين الحديث ما الذي كانوا عليه؟! وكيف يعرفونها ومذاهب الصحابة شتى، وقتالهم مع بعض لا يخفى؟!
فهناك قسم وصفهم الرسول بأنّهم يدعون إلى النار كما جاء في «صحيح البخاري».
1 / 541، وقد فصلنا القول هذا في مبحث حديث الحوض من هذا الكتاب.
فهل الكون مع هؤلاء مدعاة للنجاة؟!
هل المقصود اتّباع جميع الصحابة كما هو مقتضى الاطلاق في الحديث؟ إنّ البحث عما كان عليه جميع الصحابة محال، لخفاء حال القسم الأعظم منهم، وعدم وجود ترجمة لحالهم، وعدم ورود رواية عنهم، فعدد الصحابة على أقلّ تقدير كان مائة وأربعة عشر ألف صحابي، وعشر هذا العدد غير معروف كما في «الإصابة لابن الحجر». 1
وهذا وحده كافٍ لرد الحديث.
وحتى المعروفين، وهم أحد عشر ألفاً وستة وعشرون على ما في الإصابة، لم يرو إلا عن 1565 منهم! 2
إن كان المقصود اتّباع بعضهم، فهذا ما لا دليل عليه، ولو افترضنا أنّ هذا هو المتعين من النص، فمن هم هؤلاء البعض؟ وهل يوجد نص صريح يعينهم لنا؟ ولماذا لم يبينهم لنا النبي ليسهل الأمر على أمته؟
عندما يختلف الصحابة إلى مجموعتين أو أكثر فمع من سنكون؟ وهل يكون اتّباعهم كلهم سبباً للنجاة؟ ثم أليس اتّباعهم في هذه الحالة أمر للتعبد بالمتناقضات والحقّ واحد لا شكّ فيه؟!
فهل يمكن أن نصدق صدور هذا عن المشرع الحكيم؟