27وبنو فلان أشجع من بنى فلان، لا يفيد كلام هذا إلا ما ذكرناه من كثرة الأخيار والشجعان في إحدى القبيلتين على الأخرى، يؤكد ذلك خروج أكثرهم عن هذه السمة باتفاق. ولحصول العلم الضروري بوجود أعيان تابعين أفضل من صحابة، وتابعيهم أفضل منهم، ومعاصرين لنا أفضل من كثير من الصحابة». 1
إنّ الأفضلية تكون باعتبار المجموع و ليست باعتبار الأفراد، فليس معنى قولنا: العرب حملوا رسالة الإسلام، أنّ كلّ واحد منهم حملها، بل أنّ هناك من وقف في وجهها وحاربها وقتل المؤمنين بها. فكذلك قوله(صليالله عليه وآله وسلم): «
خير الناس قرني» ، ليس نصّاً في الأفراد، حتى نجمد عليه. 2
والأفضلية في الحديث كالأفضلية في قول الله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ . فهى في الحديث مقرونة بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والقرآن والسنة يفسر أحدهما الآخر.
دلالة الحديث
المحور الأهم في البحث هو: كيف يخدم نص «خير القرون» السلفيين؟ وكيف صاغوه دليلاً يؤيد دعوتهم؟
يمكن الاجابة عن هذين السؤالين من خلال عبارة الشوكاني التي مرت بنا، ورأيت العديدين يكررون هذا المعنى.
قال الشوكاني: «وأنّ الحقّ الذي لا شكّ فيه ولا شبهة، هو ما كان عليه خير القرون، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم». 3