16انتهى إليه في أخريات أيّام حياته، كما يدلّنا - بالتبع - على اختلاف مقامَي النبوّة والإمامة.
ومنها أنّ إبراهيم عليه السلام لم ينل مقام الإمامة السامي إلّا بعد الابتلاء والامتحان كما هو صريح قوله تعالى: (وَ إِذِ ابْتَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمٰاتٍ) ، ومن جملة ما ابتُلي به في حياته ذبح ولده، فقد قال تعالى: (فَلَمّٰا أَسْلَمٰا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَ نٰادَيْنٰاهُ أَنْ يٰا إِبْرٰاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيٰا إِنّٰا كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هٰذٰا لَهُوَ الْبَلاٰءُ الْمُبِينُ) 1.
ومن الواضح أنّ حادثة الذبح كانت أيّام شيخوخته وكبره عليه السلام أي بعد نبوّته، وهذا يعني أنّ النبوّة كانت قبل الإمامة، وأنّهما مقامان مختلفان.
ومنها الأحاديث المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ففي الصحيح عن أبي عبدالله عليه السلام في حديث طويل، قال: «وقد كان إبراهيم نبياً وليس بإمامٍ، حتّى قال الله: (إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي) ، فقال الله: (لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ) ، من عبدَ صنماً أو وثناً لا يكون إماماً» 2.
وعن أبي عبد الله عليه السلام أيضاً، قال: «إنّ الله تبارك وتعالى اتّخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتّخذه نبيّاً، وإنّ الله اتّخذه نبيّاً قبل أن يتّخذه