17
رسولاً، وإنّ الله اتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً، وإنّ الله اتّخذه خليلاً قبل أن يجعله إماماً، فلمّا جمع له الأشياء قال:
(إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً) ، فمن عظمها في عين إبراهيم (قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ) ، قال: لا يكون السفيه إمام التقيّ» 1.
فمن خلال هذه الشواهد يتّضح لنا أنّ الإمامة مقام يختلف عن مقام النبوّة والرسالة، بل هي أسمى منهما وأرفع، وأنّ إبراهيم عليه السلام بلغها أيّام شيخوخته، بعد أن خرج من جميع ما ابتلاه الله تعالى به صابراً مسلّماً 2.
استمرار العهد
خاتمية النبوات والرسالات السماوية بالنبي الرسول الخاتم عليهما السلام هي من ضروريات الإسلام كما نطق بذلك الكتاب الكريم، حيث قال تعالى: (مٰا كٰانَ مُحَمَّدٌ أَبٰا أَحَدٍ مِنْ رِجٰالِكُمْ وَ لٰكِنْ رَسُولَ اللّٰهِ وَ خٰاتَمَ النَّبِيِّينَ) 3.
كما نصّت على ذلك الروايات الطاهرة المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فعن بريد، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: (وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لاٰ نَبِيٍّ) 4، قالا: