14 والوصية، وقد عهدت إليه، أي أوصيته، ومنه اشتق العهد الذي يكتب للولاة 1.
وقد استعملت الكلمة بهذه المعاني في القرآن الكريم والسنة الشريفة، فقد قال الزبيدي: العهد: الوصية والأمر، قال الله عز وجل: (أَ لَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يٰا بَنِي آدَمَ) 2، وكذا قوله تعالى: (وَ عَهِدْنٰا إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ) 3، وقال البيضاوي: أي أمرناهما، لكون التوصية بطريق الأمر، وقال شيخنا: وجعل بعضهم العهد بمعنى الموثق، إلّا إذا عُدّي بإلى، فهو حينئذ بمعنى الوصية، قلت: وفي حديث علي كرم الله وجهه: «عهد إليّ النبي الأمي (صلى الله عليه وسلم)»، أي أوصى، والعهد: التقدم إلى المرء في الشيء، والعهد الموثق، واليمين يحل بها الرجل 4.
عهد الله تعالى
إنّ النبوة والإمامة الإلهية هما عهدُ الله تعالى كما نطق بذلك الكتاب المجيد: (لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ) 5، إلا أنّ السؤال المهم هنا هو: هل هما مقامان إلهيان أم مقام واحد؟
من الملاحظ بحسب ما يفيده التدبر في الآية الكرية الآنفة